تصميم الدروس وفق استراتيجية التفكير التأملي

خلق الله تعالى الإنسان وميـّزه عـن سـائر المخلوقـات بالعقل، ودعاه في كثير من المواقف إلـى التّأمـل فيمـا حولـه. وليسـت التّربيـة والتّعلـيم بمنـأى عـن هـذه الـدّعوة الرّبانيـة، إذ إنّ الهـدف هـو إعـداد الفـرد المفكـّر والقـادر علـى مواجهـة المشـكلات التـي تواجهـه، ولم يعد الاهتمام مقصورًا على اكتساب الطّالب للمعرفة فحسـب، بـل امتـدّ إلـى تنميـة قدرتـه علـى التّعامـل معهـا بمـا تتضـمنه مـن مواقـف وأحـــداث ومثيـــرات، وتحليلهـــا بعمـــق؛ لتحقيـــق الأهـــداف التّربويــّـة المنشودة.وتُعدّ الموادّ العلميّة من الموادّ التي تعمل على تنمية جميـع أنمــاط التّفكيــر وبخاصّــة التّفكيــر التـّـأملي، ومـن هــذا المنطلــق يهــدف هذا الكتاب إلى تأهيــل الاختصاصيّين والمعلّمين ليقوموا بدورهم في استخدام هذه الاستراتيجيّة في التّدريس؛ لزيادة فرص التّعلّم، وتزويد الطّلاب بمهارات التّفكير العليا، ومهارات الاتّصال الفعّال، واستخدام الإمكانيّات المتوفّرة والحديثة في تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات وحل المشكلات.