لا شكَّ أنَّ العلمَ هو أحدُ أهمِّ أعمدةِ بناءِ الأممِ وتقدُّمِهَا وتطوّرِها، فهو شعلتُها ونورُها الذي يضيءُ الكونَ ويصنعُ الحياةَ الكريمةَ الراقيةْ، وبه تتخلصُ الأممُ من مشكلاتِهَا وأزماتِهَا كلِّهَا؛ لذا كانَ للمؤسساتِ العلميةِ مكانةٌ أساسيةٌ مهمةْ، وبخاصةٍ الجامعاتْ؛ لما لها من دورٍ متكاملٍ يحملُ على عاتِقِهِ تعزيزَ الحضارةِ الإنسانيةِ بقادةٍ وروادِ إصلاحٍ وتطويرْ، وأساتذةٍ ومفكرينَ وعلماءْ، فهي منارةُ التقاءِ الخبراتْ، وإعدادِ الشخصيةِ الإنسانيةِ المتكاملةِ ثقافياً وعلمياً واجتماعياً وسياسياً.
إنّنَا نُعَوِّلُ كثيراً على هذا المؤتمرِ ونُظرائِهْ، لضمانِ جودةِ التعليمِ العالي في جامعاتِنَا ومؤسساتِنَا وهيئاتِنَا الأكاديميةْ، خصوصاً في هذهِ الظروفِ السياسيةِ والاقتصاديةِ العسيرةْ، إذْ تتعرّضُ مجتمعاتُنَا وبلادُنا لأعاصيرَ هوجاءَ تَهبُّ من كلِّ اتجاهْ، وتواجِهُ صعوباتٍ وتحدّياتٍ كبيرةٍ تلوحُ في كلِّ أُفقْ، لكنّنَا نمتلكُ العقولَ النيرةَ والإرادةَ الصلبةْ، والعزيمةَ القويةْ، والتصميمَ الأكيدْ، على استثمارِ الفرصِ المتاحةْ، وتوظيفِ الإمكاناتِ والقدراتِ المتوافرةْ، لتحطيمِ تلكَ التحدياتْ، وتذليلِ تلكَ الصعوباتْ، بالعلمِ والحكمةْ، والخبرةِ والحنكةِ وفقَ برامجَ وخططٍ استراتيجية بعيدةٍ وقريبةْ، تُحوِّلُ التحدياتِ والصعوباتِ إلى منجزاتٍ ومكتسباتْ.
إنَّ المؤتمرَ منذُ انطلاقَتِهِ الأولى شَكَّلَ مُنعطفَاً مُهمّاً في مسيرةِ التعليمِ العاليْ، نحوَ بناءِ عالمٍ معرفيٍّ يتّجِهُ بِثِقَلِهِ نحوَ الجيلِ الواعدِ الطَّموحْ؛ ليُسايرَ التطورَ العالميَّ ويواكِبَهْ.
إنَّ المؤتمرَ هذا يشتملُ محاورَ مُهمّةْ، جرى تغطيتُها ببحوثٍ وأوراقِ عملٍ تُضيفُ الجديدَ إلى المعرفةِ الإنسانية، وتُغْنِي خبراتِنَا التراكميةَ في مجالِ ضمانِ الجودةْ؛ خدمةً لأوطانِنَا وقادمِ أجيالِنَا، بل للإنسانيةِ جمعاءْ.
فهذا المؤتمرُ بفضلِ اللهِ وتوفيقهِ قد غدا منارةً للمفكرينَ والمبدعينَ والعاملينَ بجدٍ نحوَ الرفعةِ العلميةِ المثمرةْ، والساعينَ لجعلِ التعليمِ ضوءاً ساطعاً في كلِّ طريقٍ مظلمٍ مُعْتِمْ.
